خبر : الرئيس عباس :يجب انجاز المصالحة قبل ايلول والسلطة تدفع 58 % من ميزانيتها لغزة

الخميس 07 يوليو 2011 08:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس عباس :يجب انجاز المصالحة قبل ايلول والسلطة تدفع 58 % من ميزانيتها لغزة



رام الله / سما / شدد الرئيس محمود عباس على متانة العلاقة الأخوية بين الشعبين، الفلسطيني والأردني.وقال خلال لقائه وفدا برلمانيا أردنيا، امس الأربعاء، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بحضور عدد من الشخصيات السياسية الرسمية، ’نحن أشقاء ولكن الأردن تبقى الأردن وفلسطين تبقى فلسطين’.وأكد سيادته أن هذا هو الرد على بعض التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى أن يكون الأردن هو الوطن البديل، مضيفا أن ’ الموقف الأردني لا يختلف عن الموقف الفلسطيني’.وأشار سيادته إلى التنسيق الدائم مع العاهل الأردني الملك عبد الثاني في كافة القضايا ’الذي لم يبخل يوما علينا، إلى حد أنه في حال تقدمنا بأي طلب فإنه يأمر بتنفيذه من الجهات الأردنية دون الرجوع إليه’.وحرص الرئيس على وضع الوفد الضيف، بعد الترحيب به، في صورة تفاصيل المراحل السابقة من المفاوضات السياسية، انطلاقا من خيارنا تبني السياسة السلمية من أجل الوصول إلى نتيجة سلمية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967.وتطرق سيادته إلى مفاصل هذه المفاوضات منذ مؤتمر ’انابوليس’، والمفاوضات التي جرت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت، وما تم الاتفاق عليه في تلك المفاوضات حول قضية الأمن بعيد إقامة الدولة الفلسطينية، ومناقشة بقية قضايا الحل النهائي الأخرى، بما في ذلك الحدود، والقدس، واللاجئين، والمياه ...وأشار إلى توقف المفاوضات بعيد قدوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو بسبب مواقفه الرافضة لمتطلبات العودة للمفاوضات، رغم كل الجهود الأميركية التي بذلت، إضافة إلى رفضه التجاوب مع المبادرة الفرنسية الأخيرة التي عرضها وزير الخارجية الفرنسية و’وافقنا عليها إلا أن نتنياهو رفضها’.وأوضح أن التوجه الفلسطيني نحو الأمم المتحدة جاء في أعقاب إصرار إسرائيل على تعطيل المفاوضات السياسية الأمر الذي يبدد أية خيارات أخرى.وقال إن’ المفاوضات هي الأساس للوصول إلى الحل، ولا يوجد عندنا خيارات، ولن أعود للانتفاضة المسلحة بل خيارنا هو الخيار السلمي الذي بدأ الربيع العربي يطرحه وينادي به’.وأضاف ’نحن واضحون في موقفنا ولا نتدخل فيما يجري في البلدان العربية ولا نقول رأيا فيه، وهذه أمور متروكة للشعوب وما تقرره الشعوب نحن معه’.وتابع: ’بالنسبة لنا المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات ’، مشددا على أنه في حال فشل هذا الخيار، ’فإنه لا يبقى أمامنا بعد الله سبحانه وتعالى إلا التوجه إلى أعلى منبر عالمي وهو الأمم المتحدة’.وأشار سيادته إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ’تعارض توجهنا إلى الأمم المتحدة، وقالوا إذا ذهبتم للأمم المتحدة فسوف نستخدم الفيتو’.وقال ’قلنا لهم إذا المفاوضات باتت معطلة ولا تريدون منا التوجه للأمم المتحدة فما هو الخيار الثالث ؟!، فقالوا لا يوجد عندنا ؟!’.وشدد السيد الرئيس على حرصه على إقامة علاقات واسعة مع المجتمع الدولي بدوله المختلفة، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية استطاعت تجنيد موافقة 117 دولة لصالح الموقف الفلسطيني إذا ما طرح موضوع الدولة الفلسطينية على الأمم المتحدة. وتابع، ’يمكن أن يكون لدينا 125 إلى 126 دولة تؤيدنا مع حلول أيلول المقبل’، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ’الدول التي لا تعطينا سفارة قامت برفع تمثيلنا السياسي وهذه خطوات مهمة نقدرها’.وقال السيد الرئيس ’العالم كله معنا لأننا نسير في الطريق الصحيح ونسد كل الذرائع أمام أية جهة تحاول حرف مسارنا ’، مضيفا ’ أنا لست مع العنف ولا مع الكفاح المسلح بل ما أريده هو بناء البلد ’.وأكد السيد الرئيس محمود عباس أن التوجه الفلسطيني بني بالأساس على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أعلنت في تصريحات رسمية سابقة بأن استمرار الاستيطان غير شرعي، و’عندما سعينا لعرض موقفنا السياسي المبني على هذا التصريح أمام الأمم المتحدة قالوا لنا (الأميركيون) لا ؟، لكننا توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي فكان منهم أن استخدموا الفيتو’.وكشف السيد الرئيس عن بدء القيادة الفلسطينية بجملة تحركات دبلوماسية عبر إرسال وفود فلسطينية إلى العديد من الدول على مستوى العالم من أجل الالتقاء بالجميع ووضعهم في صورة موقفنا السياسي.وقال سيادته: ’بصراحة لم نجد أية دولة تقول لنا موقفكم غير صحيح ’، وفي المقابل أشار إلى موقف الإدارة الأميركية الذي يتحدث عن استخدام ’الفيتو’ في حال عرض موضوع الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي.وأشار إلى أن مضمون التحرك الفلسطيني الدبلوماسي يقوم على أساس الاسترشاد بكل الدول، وبكل من لديه رأي حول معارض أو مؤيد، موضحا أن القيادة الفلسطينية تسير بخطى ثابتة تجاه موعد أيلول المقبل، وما يسبقه من تحركات سياسية، بما في ذلك اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في الحادي عشر من الشهر الجاري، ثم اجتماع لجنة المتابعة العربية التي تضم 15 دولة عربية.وقال سيادته: ’ نحن سوف نسمع من الجميع مواقفهم ونمشي معهم ’، مؤكدا حرص القيادة على التحرك بدعم وإسناد الأشقاء العرب، وقال’ العرب هم سترنا وغطاؤنا وخلاصة ما يتفق عليه سوف نمشي فيه للنهاية’.وأكد أهمية العمل من أجل إنجاز المصالحة الوطنية باعتبارها هدفا استراتيجيا لا بد من إنجازه قبل التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في أيلول المقبل، مشددا على حرص القيادة الفلسطينية على إنجازها والمضي بالجهود المبذولة في هذا الاتجاه، من خلال إنجاز الاتفاق على حكومة ’تكنوقراط’ من المستقلين تتولى تنفيذ خطوات محددة واضحة .وكشف سيادته عن أنه خلال اللقاءات مع قيادة حماس أثناء التوقيع على وثيقة المصالحة المصرية، عرض أن يتم إجراء الانتخابات خلال ستة أشهر إلا أن قيادة حماس طلبت أن يتم التحضير لإجراء الانتخابات خلال سنة من موعد توقيع الاتفاق.وأشار إلى أنه حينما جرى البحث في موضوع تشكيل الحكومة ورئيس الوزراء كان هناك اعتراضات من قبل حماس على شخص رئيس الوزراء، ’ونحن نقول بوضوح نريد حكومة تدفعنا للإمام ولا تعيدنا إلى تجارب سابقة، نريد حكومة مقبولة عالميا وتكون قادرة على جلب أربعة مليارات ونصف المليار مرصودة من أجل إعادة بناء قطاع غزة’.وأشار السيد الرئيس إلى المعاناة التي يكابدها المواطنون في قطاع غزة من خلال تدمير 25 ألف منزل، وتهجير قرابة 100 ألف مواطن جراء الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على القطاع، إضافة إلى تدمير المؤسسات والمساجد والمستشفيات .وقال: ’ نريد حكومة تتبع سياستي من المستقلين تتولى التحضير لإجراء الانتخابات المقبلة التي نقبل بنتائجها ’، مشيرا في الوقت ذاته إلى حرص القيادة على إنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة .وأوضح أن السلطة الوطنية مازالت حتى يومنا هذا تدفع رواتب لـ77 ألف موظف في قطاع غزة، إضافة إلى تسديد كل متطلبات المياه والصحة والكهرباء والتعليم من خلال إنفاق 58% من الموازنة العامة في قطاع غزة.وأضاف سيادته: ’لذلك نقول نريد حكومة تمضي بنا للإمام حتى نقطع هذه المرحلة’، موضحا أن المطروح ليس حكومة دستورية بل حكومة تواصل العمل حتى إجراء الانتخابات .وقال: ’رغم كل ذلك والعراقيل فإننا لم نقطع الأمل وإن شاء الله ننجح في استكمال المصالحة الوطنية لأنها في صالح شعبنا، وسمعتنا، ولوحدتنا، من أجل أن نذهب موحدين للأمم المتحدة، مضيفا: ’إن شاء الله يتم ذلك قبل أيلول ونستطيع تشكيل الحكومة قبل هذا الموعد’. بدوره، أكد رئيس الوفد البرلماني الأردني يحيى السعود العلاقة الوطيدة بين الجانبين التي لا يمكن فصلها بأي شكل من الأشكال، مشيرا في الوقت ذاته إلى الدعم الذي يوليه جلالة الملك عبد الله الثاني للقضية الفلسطينية.وقال السعود: ’ نشكر حسن الضيافة ونشعر بأننا في بلدنا ونتمنى بأن تكلل جهودكم من أجل بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس تحت رعايتكم الكريمة ’، مشددا في الوقت ذاته على التمسك الكامل بحق العودة باعتباره حقا مقدسا لا يقبل المساومة عليه، إضافة إلى رفض التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى أن يكون الأردن الوطن البديل.وأضاف: ’نأمل أن تذهبوا إلى الأمم المتحدة وأنتم موحدون وعلى قلب رجل واحد’.وعبر العديد من النواب المشاركون في الوفد عن إعجابهم الشديد بمواقف السيد الرئيس محمود عباس وصراحته وواقعيته السياسية، مشددين على دعم الشعب الفلسطيني في مطالبه العادلة.ومن المقرر أن يقوم الوفد بجولة ميدانية تشمل العديد من المدن للإطلاع على الظروف التي يعيشها شعبنا في ظل الحواجز العسكرية، واستمرار الاستيطان والتهديد الذي تمثله المستوطنات الإسرائيلية على عملية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية.