خبر : على كنافة وضأن في المقاطعة في رام الله، متسناع وأبو مازن يتحدثان عن السلام../هآرتس

الإثنين 20 ديسمبر 2010 11:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
على كنافة وضأن في المقاطعة في رام الله، متسناع وأبو مازن يتحدثان عن السلام../هآرتس



 يُحتمل ان تكون البشرى الكبرى التي خرجت أمس من زيارة مؤيدي مبادرة جنيف في رام الله انه لا يزال يختبيء في مكان ما هناك، في المناطق وفي اسرائيل، "معسكر السلام" إياه الذي يُخيل انه كاد يختفي عن الميدان. بتعبير آخر، اذا ما استخدمنا شعار مبادرة جنيف، فانه "يوجد شريك".  نحو 200 شخص، اسرائيلي وفلسطيني – اكتظوا أمس في قاعة المؤتمرات في المقاطعة لسماع اقوال المضيف، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) وتناول وجبة الغداء معه. من الصعب تخيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدعو الى مكتبه / بيته عشرات المسؤولين الفلسطينيين الكبار، بعضهم من رجال قوات الأمن، ممن شاركوا في القتال ضد اسرائيل. ولكن هكذا بدت الامور أمس. قبل الساعة الثانية عشرة ظهرا بقليل ظهر في مبنى المقاطعة عشرات الاسرائيليين، من مؤيدي مبادرة جنيف. بعضهم نواب حاضرين وسابقين، ثعالبة معارك سياسيين – من حزب العمل، ميرتس، كديما بل ومن الليكود. آخرون ضباط سابقون في الجيش الاسرائيلي، ثعالب معارك حقيقيون، ممن كانت زيارتهم الاخيرة في المكان في عهد الحصار على ياسر عرفات. وانضم اليهم ايضا اعضاء منظمات اليسار المعروفة، منتدى العائلات الثكلى، مركز بيرس للسلام، السلام الآن وغيرها. والى جانبهم جلس عشرات كبار المسؤولين من فتح وم.ت.ف. كل اعضاء اللجنة المركزية لفتح تقريبا (باستثناء أفراد قلائل) واعضاء اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، مع اعضاء مبادرة جنيف من الجانب الفلسطيني برئاسة ياسر عبد ربه. حق الكلام أخذه بداية أبو مازن. وكانت اقواله ايجابية جدا ولعل الخطأ الأكثر جسامة للمنظمين الفلسطينيين هو انهم منعوا وجود كاميرات تلفزيونية (يتبين ان للطرف الفلسطيني ايضا توجد اعتبارات سياسية داخلية خاصة به). أبو مازن، الذي للحظة خُيل انه يعرض سجل المحادثات بينه وبين المسؤولين الاسرائيليين والامريكيين، ركز على النقاط التي اتفقت عليها اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الماضي، في اثناء الاتصالات بينه وبين رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت. ووصف أبو مازن كيف تحقق اتفاق في موضوع الترتيبات الأمنية – حول تواجد قوات من طرف ثالث، أغلب الظن الناتو، بقيادة الولايات المتحدة في المناطق بعد الانسحاب الاسرائيلي من الضفة. وحسب أبو مازن، فقد رحب الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني وباركا هذه التفاهمات. في مسألة الحدود وصف عباس كيف توصل الطرفان الى الحد الأدنى من الفرق. "شعرنا بأننا اذا ما حلّينا مسألة الحدود، سيكون ممكنا حل كل ما تبقى ايضا"، قال. وادعى الزعيم الفلسطيني بأن رجال رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت هم الذين شرحوا بأنهم لا يمكنهم أن يستمروا في المفاوضات في ظل حملة "رصاص مصبوب". وبعد ذلك، كان منشغلا في شؤونه الشخصية. بالمقابل، في الجانب الاسرائيلي، كان اول من ألقى الكلمة هو الرجل الذي يعتبره اليسار كمخلِّص له – عمرام متسناع. وربما خلافا لاقتراح الوزير افيشاي برفرمان لم يحاول متسناع الغمز للوسط. فقد أوضح بأن الضيوف الاسرائيليين في المقاطعة، مثل معظم الاسرائيليين، يفهمون انه في كل اتفاق سلام مستقبلي، القدس ستُقسم وستقوم دولة فلسطينية مستقلة. وقد أثنى على عباس لاستعداده التوجه الى الاسرائيليين والحديث اليهم وقال: "أعرف ان هناك شريك لانهاء تاريخ سفك الدماء". وعندها جاء دور خطباء كثيرين آخرين، وبالطبع، الطعام. سلطة، محاشي ولحم ضأن مع الأرز، كل طباخ في مطعم فاخر في اسرائيل يمكنه فقط أن يحسده، مع كنافة كعُقبى. وفي الختام روى عباس بأن لديه ثمانية أحفاد، اربعة منهم سافروا الى الولايات المتحدة للمشاركة في معسكر لمنظمة "بذور السلام". كان بودي أن يشاركوا في المعسكرات في حيفا وفي أريحا ايضا. غيّرنا ثقافة الارهاب والعنف الى ثقافة السلام والاستقرار.