خبر : الأسباب الرئيسية وراء ثورة الملايين المصرية!؟ ..عماد الحديدي

الأحد 13 فبراير 2011 08:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
الأسباب الرئيسية وراء ثورة الملايين المصرية!؟ ..عماد الحديدي



دعوات تحريضية وزعت عبر مواقع الفيسبوك الإلكتروني للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المصرية , و قد لاقت هذه الدعوات من الأنصار ما لم يخطر ببال مصري و لا مصرية الذين عبروا عن دهشتهم بقولهم" و الله ما فكرت إن الشعب المصري كده" , " و الله الشعب المصري ده فيه الخير" و من ثم بدأت التظاهرات تكبر و تتسع حتى كانت جمعة الغضب و التي حصل فيها ما لم يتصوره أحد حين انقضت قوى الأمن المصرية كالوحش المفترس و بدأت تقمع المتظاهرين بكل ما تملك من قوة وأدوات كالأسلحة النارية و المطاطية و الغازية و المياه العادمة و الهراوات و العربات التي تدوس بعجلاتها العشرات دون رأفة و لا رحمة في منظر أبكى الملايين و أسفر عن سقوط مئات الضحايا و آلاف الجرحى و ما زالت الاعتصامات  و الحشودات التي رفعت سقف مطالبها من العدالة الاجتماعية و الحد من البطالة إلى سقوط النظام في تحد كبير و لم تترك لنفسها خطوة للتراجع حتى تحقيق أهدافها التي حققت أكبرها ألا وهو إسقاط الرئيس مبارك.و السؤال المهم الذي يطرح نفسه ما هي الأسباب الحقيقية وراء ثورة الملايين المصرية؟1. الشعب المصري مل النظام الاستبدادي الذي حكمه على مدار 30 عاما بالحديد و النار و سيفه " قانون الطوارئ" الذي راح ضحيته الآلاف المؤلفة من أبناء الشعب المصري فصودرت الحريات و قمعت التجمعات و غيب في السجون الأحرار و انتشرت الرذيلة و عم الفساد و انهار الاقتصاد و زادت البطالة و انتشرت المخدرات و المسكرات و بيوت الدعارة، وهذا ما أكده الرئيس مبارك في ظهوره الأول الجمعة 28 يناير 2011 بقوله"أيها الإخوة المواطنون لقد جاءت هذه التظاهرات لتعبر عن تطلعات مشروعة لمزيد من الإسراع لمحاصرة البطالة وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والتصدي بكل حسم للفساد"  2. التعاون السافر و اللامحدود مع إسرائيل بل أصبحت القاهرة قبلة اليهود و منبرهم الإعلامي و منطلق فسادهم للمجتمع العربي ففيه التجنيد للعمالة و فيه عقد الاتفاقات الاقتصادية المهينة كاتفاقية بيع الغاز الطبيعي بمبلغ أقل من تكلفة الإنتاج 2 مليار دولار أمريكي في حين أعادت مصر شراءه بمبلغ 12 مليار دولار و هو على الأراضي المصرية في صفقة أفقدت المصريين صوابهم "10 مليار دولار" تدفع هكذا دون أي مقابل.3. تراجع الدبلوماسية المصرية على المستويين العربي و الأفريقي فما عادت مصر الدولة الكبرى و العظمى في المنطقة بل أصبحت دول عربية صغيرة جدا تؤثر في المشهد العربي فمن القضية الفلسطينية إلى الملف السوداني و الملف اللبناني و الدور الخطير الذي لعبته في تصفية العراق و تدميره وصولا إلى المؤامرة على مياه النيل التي تركت ملعبه لصالح إسرائيل حتى برزت لدول حوض النيل أنياب و تطاول رئيس وزراء أثيوبيا ميليس زيناوي على مصر و مكانتها وردت عليه الدبلوماسية المصرية بضعف و استغراب بعيدا عن لغة القوة التي تتصف بها مصر حيث قال الرئيس مبارك في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية "هذه أول مرة اسمع أننا نساند أي قوة في أي بلد وليس في أثيوبيا, وأثيوبيا تربطنا بها علاقات طيبة جدا, وأنا استغربت من هذا التصريح ولكن لا يمكن ان نفعل هذا العمل مع أي دولة عربية أو افريقية ولا نتعامل بهذا الأسلوب". و هكذا هزت مصر عربيا و أفريقيا.4. حصار غزة و الذي لعبت فيه مصر دورا محوريا بل و مركزيا و تحريضيا بالتعاون مع السلطة الفلسطينية الأمر الذي رفضه الشعب المصري صاحب النخوة و الرجولة و خرج في مسيرات و سير قوافل مساعدات كبيرة و ما كان من النظام إلى و أن قمع المسيرات و أجهض و صادر المساعدات و توجت عملياته في المشاركة في إعلان الحرب على غزة ما بين أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر مع تيسفي لفني وزيرة خارجية إسرائيل الذي أجج  مشاعر المصرين و عواطفهم التي قوبلت بالقمع و الاعتقال و الضرب و كذلك موقف النظام من قوافل المساعدات الأجنبية و العربية التي تعاملت معها بكل عنجهية و كبرياء الأمر الذي أثار حفيظة الشارع العربي فخرج في مسيرات غاضبة على مصر و نظامها الذي تجاوز حدوده في بعض الدول في الهجوم على السفارات المصرية.5. مسرحيات الانتخابات الرئاسية و التشريعية المصرية و التي كان التزوير ملازمها وظهر واضحا للعيان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي قاطعته بعض التنظيمات و الأحزاب و دخلته أخرى ثم قاطعته في جولات الإعادة أمام مشاهد درامية من إغلاق مراكز و نقل أخرى و رشاوى و تزوير و قمع للمنتخبين للحيلولة دون توجههم لمراكز الانتخابات و عدم النظر في الطعونات التي قدمت للقضاء بل خرج النظام منتصرا و تباهى بانتصاره بأنه حقق فوزا بـ 98%.6. الانتقام الذي تولد لدى الشباب المصري لدحض الوصمة التي ألحقت به بأنه شعب جبان لا يحرك ساكنا و أنه شعب مخدر ميت , هذه الوصمة حركت المشاعر لدى الشباب المصري و بدأوا وكأنهم تحرروا منها في شعاراتهم التي رفعوها أثناء التظاهرات.7. الثورة التونسية التي وجد بها الشعب المصري القدوة الحسنة والشرارة التي أحرقت الخوف الداخلي المكبوت في قلوب المصريين وظهر ذلك جليا في شعاراتهم التي رفعوها "انتم السابقون ونحن اللاحقون"،" الشعب يريد إسقاط النظام". فها هي ثورة الملايين تحقق ما حققته ثورة الياسمين، فخلعت رأس النظام العربي كله وليس المصري فقط، فهنيئا لشعب مصر ولشعوب الدول العربية قاطبة، وآن الأوان لنقول إن الشعوب إذا آمنت و أرادت وعزمت واستعدت ونفذت وتقبلت التضحيات مهما كانت عظيمة، فإن الطغاة مهما علت شوكتهم وعظمت قوتهم وكثرت بطانتهم وتعددت حبالهم فإنهم إلى زوال والى اندثار وسيداسون بالنعال والأقدام وعندها تفرح الشعوب بنصر الله تعالى ؟